ونقصد بالنظافة التناسلية أي ( Hygiene ) والحياة الجنسية مابين الأزواج
ونطرح هذا الموضوع لأننا نلمس أهميته وتداعياته في عياداتنا من خلال مراجعينا سواءً كانوا رجالاً أم نساءً.
على صعيد المرأة وهي العنصر الأهم في محط حديثنا اليوم أود أن أبدأ بشرح نظرة تشريحية مبسطة للجهاز البولي التناسلي لديها
-الإحليل لدى الأنثى الناضجة هو بطول 4 سم أي قصير بالمقارنة مع الإحليل الذكري
-وجود الفوهة البولية والتناسلية والشرجية تشريحياً بشكل متقارب
بمعنى آخر هذه البنية التشريحية تسهل تداخل الإنتان سواءً للجهاز البولي من التناسلي أو العكس وهذا مايدعى بالإنتان بالطريق الراجع أو الصاعد ، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الإنتان لدى الإناث أكثر من الذكور.
ومن هنا ننطلق بالتنويه لهكذا قضية وأهميتها سواءً من الناحية الطبية أو الناحية النفسية وتداعياتها على الزوجين
إن عدم الإدراك الجيد للنظافة التناسلية والجنسية لدى المرأة له عقابيل طبية منها : ارتفاع احتمالية الإصابة بالأمراض التناسلية والتي من أهمها الكلاميديا – والسيلان – والأمراض الفيروسية والفطور ( الكانديدا )
والتي تتظاهر بشكل مفرزات صفراء أو بيضاء - ورائحة كريهة وتقرحات في المنطقة التناسلية وما يزيد من ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض السابقة البدانة ، التعرق و الشعرانية المهملة.
علماً بأن هذه الأمراض في حال عدم معالجتها بشكل صحيح مع متابعة طبية يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات من أهمها : الحمل الهاجر والعقم وغيرها من الأمراض لدى المرأة
ما أود قوله هنا في التداعيات النفسية على الرجل في حال إهمال الزوجة لهذا الموضوع بدءاً بالشعرانية وعدم النظافة مع إمكانية انتقال هذه الأمراض للرجل ، وبغض النظر عن انتقالها أو لا فإن قلة النظافة التناسلية أو عدمها تترك أثراً سلبياً في نفسية غالبية الذكور فيبدأ الرجل بالنفور من العلاقة الزوجية وفقدان الرغبة الجنسية ويمكن أن يؤدي إلى الضعف الجنسي لديه في حال عدم إدراك تداعيات هذا الموضوع وخجله أو عدم جرأته بالتصريح عن سبب هذه المشكلة.
إن للحياة الجنسية الزوجية أهمية كبيرة فتداعياتها أكبر مما نتوقع إيجاباً أو سلباً وما نطرحه الجانب السلبي منها لأننا نحتك به كأطباء لما له من الوقع النفسي الهام فمن أولى أولويات المرأة الاهتمام بأنوثتها ومنها الاهتمام بالنظافة التناسلية وذلك للوقاية من الأمراض المذكورة سابقاً ومن التأثيرات النفسية السلبية على الزوج وهذا ما نلمسه من خلال مرضانا
ونشبه ذلك بالمريض الذي يراجع طبيب الأسنان دون أن ينظف أسنانه فما رأيكم كيف سيكون الوقع النفسي لدى طبيب الأسنان.
وبالمقابل لا يقل موضوع النظافة أهمية عند الذكر ولكن تلك الأمراض أقل إصابة عنده كون البنية التشريحية البولية التناسلية مختلفة عن المرأة والتي تحميه أكثر ضد الإنتان
وأود أن أستشهد هنا عند عودة الجيش الإسلامي من معركة تبوك إلى المدينة المنورة حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش الإسلامي بالوقوف والانتظار قبالة المدينة المنورة حيث أرسل رسولاً إلى المدينة ليسبق الجيش مخبراً بعودة الجيش وطالباً من النسوة بتحضير النمارق أي الوسائد حيث أن المرأة خلال ابتعاد الزوج عنها لعدة أشهر يمكن لها أن تهمل نفسها وبما أن للحياة الزوجية قدسيتها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخر جيشه وأعطى النساء الوقت الكافي لتحضير أنفسهن ومنازلهن ولهذا تأثير نفسي قوي وإيجابي على الزوجين وما أود التنويه إليه بأن المرأة في حال عدم تهيؤها ( والمعنى كبير وواضح ) للعلاقة الزوجية فيمكنها التأجيل حتى تكون بأبهى صورة و حلة لتكون العلاقة الجنسية الزوجية سبباً لحياة زوجية سعيدة.
فالثورة التستوستيرونية أي الفورة الهرمونية الذكرية لدى الذكر يمكن لها أن لا تبدأ أو تنتهي وتخمد بعد علاقة جنسية دون المستوى أي أن تصطدم بالنظافة التناسلية لدى المرأة ويمكن لهذه الثورة أن تستمر وتنمو إلى مالا نهاية وأحد أهم مسبباتها النظافة التناسلية
Copy Rights Dr. Maamoun Kraiz ? All Rights Reserved 2010
Powered by Syria Nobles Web Hosting Provider