إن لكل مرحلة عمرية من حياتنا أهميتها ولها معطيات وظروف وتداعيات
ولعل لمرحلة المراهقة ظروفاً معقدة وأهمية بالغة أود تسليط الضوء على ما يسمى بالعادة السرية وتداعياتها
مع تطور الحضارات تتطور التقنيات ومصادر الحصول على المعلومات ، ولهذا التطور سلبياته وايجابياته فالغزو الحضاري والانفجار المعلوماتي واستخدام المرأة كسلعة بحجة حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل وتلك العناوين البراقة المسيئة لها ستميل سلبية حضارتنا في هذا الجانب على ايجابياتها إذا لم تكن لدينا الثقافة الصحيحة والسليمة للتعامل مع حضارتنا
أتحدث عن موضوع بسيط يمس عملي وخاصة أنني طبيب متخصص بجراحة المسالك البولية والتناسلية نحتك مع شريحة من المرضى تعاني من تداعيات مرحلة المراهقة
من المعلوم طبياً بأن الهرمون الذكري أو الأنثوي يرتفع في مرحلة النمو الجسدي السريع للأشخاص وهي مرحلة البلوغ
قديماً كان الإنسان قليلاً ما يعرف عن الثقافة الجنسية في مرحلة الطفولة أو المراهقة ولكن ضمن معطيات حضارتنا وغزو الفضائيات وشبكات الإنترنت أصبحت هذه المصادر تغزو أبنائنا حتى في غرف نومهم وللأسف كون بعض الأهل يجهلون كيفية التعامل في هذه المرحلة العمرية مع أبنائهم يلجأ الابن أو البنت بطبيعته إلى خصوصية تبني نفسها على ثقافة جنسية غير صحيحة من مصادر غير سليمة وفاسدة ، وفي الغالب لا يعرف كيف يتصرف مع تداعياتها ويخاف وفي أحسن الأحوال يخجل بالسؤال ولا يحصل على إجابات صريحة من مربيه
وهنا يتجه في طريق لا يعرف تبعاته وآثاره المستقبلية ومن هنا أنطلق مبتدءا بالسؤال التالي ما الفرق بين العادة السرية والممارسة الجنسية؟
من الناحية الفيزيائية أي الجهد الذي يبذله الذكر أو الأنثى فلا فرق ويبقى الفرق النفسي أي الجهد النفسي الذي يعيشه الشخص الممارس لها فغالباً ما يقوم الممارس لها ببناء خيال جنسي أساسه المرأة أو العكس أساسه الرجل إذا كانت أنثى ، حيث يقوم الممارس لها باستحضار شخصيات وهمية خيالية يعيش معها تلك الحالة الجنسية الزائفة والأعقد من ذلك بأنه يرسم تلك الشخصيات فيستحضر عيون x من الناس ووجه x آخر وثدي x ثالث وهكذا ، ويصور لنفسه أجمل شخصية عرفتها نفسه ويعيش تلك اللحظات المزيفة حتى يصل لنشوته
المشكلة المباشرة لهذه القضية هو الإرهاق النفسي الكبير الذي يبذله الشخص في هكذا استحضار وهو جهد مرهق بشكل كبير يستهلك طاقةً كبيرةً من جسده وفكره
والمشكلة الثانية المباشرة هو أن الغالبية تعيش هذه الحالة والعادة أي الجهد بإفراط وللأسف تتجه كل مداركه الفكرية والعقلية والنفسية باتجاه مزيف يؤثر على استقراره النفسي بشكل سلبي وربما على حياته العلمية والعملية ويدفع ثمن ذلك في المستقبل
ومما يساعد على ذلك سلبية حضارتنا وغزو الفضائيات وشبكات النت والمصادر الأخرى
-كذلك جهل الآباء بالتعامل في هذه المرحلة مع أبنائهم
-خجل الأبناء من التعبير والسؤال عن هذه المرحلة وإذا تجاوزا هذا الخجل فيمكن أن يلجأ للأشخاص الخطأ أو أشخاصاً من نفس فئتهم الذين هم أصلاً جاهلين لكيفية التعامل مع هذه القضية
التداعيات البعيدة لهذه المشكلة (الغير مباشرة) تظهر عند الزواج وتتظاهر بـ:
1-سرعة القذف أو تأخره
2-الفتور الجنسي مؤدياً لفقدان الرغبة الجنسية والضعف الجنسي تجاه الزوجة أو الزوج ( الشريك ) والسبب عدم الوصول إلى النشوة التي كان يصلها سابقاً
هنالك نتائج أخرى ولكن أكتفي بالتعليق على ما ذكرت فغالباً الممارس للعادة السرية يود الحصول على النشوة بأسرع ما يمكن وهذا ما يؤدي إلى سرعة القذف أو العكس وهذا ما يؤدي إلى تأخره
المشكلة أن الممارس يعيش هذه الحالة على حدا بصيغة معينة توصله لنشوته ، وتبدأ المشكلة عندما لا يستطيع بناء علاقة جنسية مع زوجته مبنية على التفهم والتفاهم ، على ما يحب وما يكره مبنية على صراحة كبيرة وثقافة جنسية سليمة أي لا يستطيع بالنهاية الوصول إلى صيغة جنسية متطابقة مع ما يحب ويشتهي ترضي خياله الجنسي الذي تصوره وبناه في مرحلة سابقة من حياته وهنا تبدأ تداعيات أخرى تؤدي إلى فقدان الرغبة والفتور الجنسي تجاه الشريك
وهذا قد يؤدي إما إلى:
•حياة أسرية غير مستقرة تمس كل العائلة ( أب وأم وأطفال )
•أو علاقات غير شرعية
•أو تؤدي إلى الطلاق وغير ذلك.........
- برأيي إن الجميع بدءاً من الزوج والزوجة فكلاهما لا يعيش حياةً جنسية هانئة تنعكس على حياته الزوجية والعملية والأسرية وأيضاً خلل واضطراب تلك الحياة يؤثر على أطفالهم
الموضوع أكبر وأعقد من أن نكتب عن تداعيات تلك المرحلة (العادة السرية) فهو يحتاج إلى الكثير من الوقت والعديد من المتخصصين النفسيين والاجتماعيين والتربويين وحتى المراجع الدينية.
** ما أريد إيصاله لقارئي العزيز سواءً كان أب أو أم (مربي) أو ابن هو الوعي لأهمية تلك المرحلة وخطورتها وكيفية التعامل معها وذلك ببناء ثقافة تربوية جنسية صحيحة من مصادر صحيحة وأركز على المصادر الصحيحة والسليمة ( أي العلمية ومنها الدينية ).
ثانياً:أن نتجنب كل ما يؤدي إلى الإثارة في تلك الفترة العمرية ثالثاً:إذا اضطر الشاب إلى العادة السرية فليعيشها بدون ذلك الجهد النفسي المبني على التخيل والاستحضار لتمر على شكل جهد فيزيائي عابر وبذلك يتجاوز التداعيات السابقة.
رابعاً:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استطاع منكم الباءة فليتزوج "
ومن لم يستطع فعليه بالصوم والدعاء وتجنب الجنس الآخر.
خامساً:عدم التردد باستشارة الشخص المناسب سواءً كان أباً أو أم ، طبيباً ، شخصاً تربوياً اجتماعياً أو عالماً دينياً
إن دور الأهل هو تفهم تلك المرحلة من حياة الابن واستيعابها حتى يعيش الابن هذه المرحلة ويتجاوزها بسلام.
Copy Rights Dr. Maamoun Kraiz ? All Rights Reserved 2010
Powered by Syria Nobles Web Hosting Provider